فلسفة أنوار الحق الجوهري
بقلم الباحث الديني هشام أحمد صقر
قال تَعَالَى: (اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ..)
إنَّ مَقَامَ الشَّهَادَةِ هُوَ إثْبَاتُ وُجُودِ وَاجِبِ الْوُجُودِ، وَهُوَ الإِلَهِيَّات الْمَعْلُومَةُ سَمَاءً وَأَرْضًا عَلَى حَسَبِ أُصُول الْأَعْيَان، وَأَوَّلُ شَاهِدٍ نُورِدُهُ قَوْله تَعَالَى: (اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ)، فَمَقَامُ الشَّهَادَةِ لا يوجدُ إلاَّ فِي سِمَةٍ يَتَعَلَّقُ بِهَا، إثْبَاتًا لِشُهُودِهِ وَهُوَ الإلَهُ الْقَدِيرُ الَّذِي تَجَلَّى فِي عَالَمَي الْعَقْلِ وَالْحِسِّ، وبالتالي فَهُو هَادِي أَهْلِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ومُنَوِّرُهُما عَلَى الْوَجْهِ الحَسَنِ وَالتَّدْبِيرِ الْأَكْمَلِ.
فالإلَهُ الْقَدِيرُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَمْ يَزَلْ مُعَايَنًا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ، وَالشُّهُودُ الصَّادِقُون يَنْظُرُونَ إلَيْهِ ويَتَحَقَّقونَه، فالمُشاهَدَةُ لا يمكن أَنْ تَتمَّ إلاَّ بتجلِّيهِ، لِذَا جَاءَ وَصْفُهُ لِتَجلِّيهِ فِي عَالَمَي الْعَقْلِ وَالْحِسِّ بِقَوْلِه: (اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ).
فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُ اللَّهَ بِغَيْرِ تَجَلٍّ فَقَدْ ضَلَّ وَغَوَى، وَمَنْ أَنْكَرَ أَنْوَارَ تَجَلِّيهِ فَهُوَ لِمَا لا يَتَجَلَّى أَشَدُّ إنْكَارًا، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُ إلَهًا لا يَتَجَلَّى فَلا رَبَّ لَهُ.
أَمَّا مَنْ شَهِدَ وَأَقَرَّ وَآمَنَ بِمَقَامِ الشَّهَادَةِ كُتِبَ عِنْدَ اللهِ مِنْ الشَّاهِدَيْنَ الصَّادِقِينَ، وَمِن عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِه، مِنْ غَيْرِ تَحْوِيلٍ ولا تَغييرٍ لِذَاتِ الْمَشْهُودِ الْمُقَدَّسَةِ.
فَطُوبَى لِأَهْلِ الْيَقِينِ السَّائِرِينَ عَلَى الصِّرَاطِ النُّورَانيِّ الْمُسْتَقِيمِ لِقَوْل سَيِّدِنَا النَّبيِّ الْمَسِيح (ع): (أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ).
الباحث الديني هشام أحمد صقر
لتحميل نسخة بتنسيق PDF انقر هنا —-> فلسفة أنوار الحق الجوهري