الأحاديث المتناقضة عند أهل البيت

بقلم: الدكتور أحمد أديب أحمد

لماذا نجد العديد من الأحاديث المتناقضة عند أهل البيت؟ فهل كانوا يقولون شيئًا ثم يقولون عكسه؟

إن ما دسه الناصبة على لسان سيدنا رسول الله (ص) من أحاديث مكذوبة تنافي العقل والمنطق والأحاديث التي تحدث بها حقيقةً، يقابلها عند المقصرة دسائس على أهل البيت علينا سلامهم، حيث دسوا من الأحاديث الكثير لتمرير أفكارهم، فيقع القارئ بازدواجية!!

فهم ينسبون إليهم الكذب كقول الشيعة مثلاً: (إن الأئمة كانوا يسألون عن مسائل تخص الخلفاء في مجالس عامة ولم يكن بمقدورهم أن يبينوا حكم الله وسنة رسوله في مورد السؤال الذي كان مخالفًا لاجتهاد مدرسة الخلفاء، صونًا لدمائهم ودماء شيعتهم، وكانوا مكرهين على الإجابة أحيانًا بما يوافق رأي مدرسة الخلفاء، حتى إذا أتيح لهم فرصة الإجابة دونما تقية بينوا للناس حكم الله وسنة رسوله)!! ونسبوا ما لا يليق بالصادق الأمين الإمام جعفر علينا سلامه أنه قال: (ما سمعته مني يشبه قول الناس فيه تقية، وما سمعت مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه)!!!

هذا طعن بمصداقية الإمام جعفر الصادق علينا سلامه واتهام صريح له بالكذب وعدم قول الحقيقة، وهذا لا يجوز لأن الأئمة مبلغين صادقين للرسالة، ولا يجوز أن يصدر عنهم حديث كاذب، لكن التقية عند الناصبة والمقصرة والمرتدين الخونة سـواء هي تبديل الحقائق، بينما- عندنا كعلويين نصيريين- نمارس التقية على أنها تستير للحقائق، فلا كذب ولا نفاق بل تلويح وإيحاء يفهمه أهله ويجهله الآخرون لقول سيدنا النبي المسيح (ع) حين سئل: لماذا تكلمهم بالأمثال؟ فأجاب: (لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات، وأما أولئك فلم يعط، فإن من له سيعطى ويزاد، وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه)، أما الأئمة والأنبياء والرسل فغير مضطرين لهذا بدليل أمر الله للرسول (ص): (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).

نكتفي لعدم الإطالة والله أعلم

الباحث الديني العلوي الدكتور أحمد أديب أحمد

لتحميل نسخة بتنسيق PDF انقر هنا

الأحاديث المتناقضة عند أهل البيت